سمعت صوتك في الدقائق الأولى بعد منتصف الليل قبل البارحة
فلم يصدق عقلي أن ما سمعته هو صوتك!
بينما طار قلبي فرحاً بما أوتي من إنتعاش وإرتياح رائعين لسماع الصوت
الذي غاب منذ أربعة شهور , الشهر منه بمثابة أعوام قياساً بذلك الإنعطاف
الحاد نحو الأسفل خلال تلك الشهور ومنذ الغياب.
قطعاً أدركتي أن من سمع صوتك ليس إلا من تحاولين نسيانه وطي صفحته الغريبة
ذلك الذي إقتحم أسوار قلاعك وغزا قلبك حتى أضحى التفكير بجميع أشكاله وصوره لا يخلو منه..
كيف وأنت أبداً لم ترينه؟!!
لا تدركين أي ملمح من ملامح وجهه!
وسيماً كان أم قبيحاً؟!
مسناً كان أم يافعاَ؟!
بل أنت لا تعرفين من يكون سوى أسمه!!
ماذا يعني أسمه؟!
هل يحمل إليك هذا الإسم دلالة ما عن هذا الغازي حتى بات "العزيز الغالي"
والشاغل وحده فقط لشهور بلياليها الذائبة؟!
سلاحه السحر..
إذ كان ساحراً بقصصه..
بأفكاره..
بثقافته..
بحنانه الكبير..
بفراسته..
بنبله وطيبته وصدقه.. وتجنبه أبداً النيل منك أو خدش حيائك بكلمة أو تلميح في أي موضوع حساس!
هل أحبكِ كما قال؟
وكيف يحبكِ وهو لم يراكِ؟!
يا للسخافة.. أحببتيه وأنت لم ترينه!
عجباً..
كيف؟!!!
إلى هنا وكفى..
فرغم ثقتكِ الكبيرة بوفائه ..
ورغم حبكِ له..
إلا أن الإستمرار في ذلك الإلتحام الرائع بالحس معه خطر..
خطر يجب وضع حد له..
وكان أن سمع صوتكِ بعد أن إتخذتي قراركِ ولمرتين متتاليتين خاب بعدهما رجاؤه في أن يكون هنالك ثالثة..