كم أحسدك أيتها المرآة
فأنت مثلي لاتملينها
وان وقفت أمامك ساعات وساعات
ترينها كل يوم حقيقة
وأراها في قلب تلك النجمات
تتمايل أمامك كعصفور صباح
بوجهها ... بتموجات شعرها
بعطر الابتسامات
بنور يشع منها وحولها
ولحن يعزف أجمل النغمات
لأبقى وحدي ارتشف قهوتي
أنظر الى بقايا البقع الداكنات
او أسير قرب رمال الشاطيء
احدث الاصداف أحاور المحارات
ارسم صورا لها وحدها
متأملا ان اصل جمالها
ولكن ... هيهات
اغزل من الشعر لغة عشق
وأضع الأبيات قرب الأبيات
أبني سلالم من الحروف
أتسلق أعالي الكلمات
لأصل الى نافذة تطل عليها
لعلي اختلس منها بعض النظرات
فكم أحسدك أيتها المرآة
فأنت معها وقربها كل الاوقات
أن أكون مكانك حلم
بل هو جنون وشطحات
ليتنا نتبادل الأدوار لحظة
أن تكوني أنت أنا
وأكون أنا تلك المرآة
وهل بالأمكان تبادل الأدوار
أم من تراه يحل تلك المعادلات
أنام نوم الصاحي
والعيون تسرح في خيالها ساهرات
فالقمر تعود وجودي قربه
يغيب هو أحيانا
وأبقى وحدي جليس الامسيات
ليتركني مع شمس الصباح
وكأني أصبحت رقما ثابتا
يدور في تلك المجرات
آه منك سيدتي وآه
وآه من تلك الآهات
فالحب من حبك يشتكي
والعشق صار لي حكايات
سطرتها بمداد الدمع
والصفحة تحولت بها الى صفحات
عليل يشكي مواجعه
مطر يتوسم ان يزرع في الغيمات
قارب وسط امواج متلاطمه
تكسرت منه الشراعات
لايعرف غير ميناء حسنك
والميناء ضائع وسط المحيطات
فما بيني وبين مرآتك عمر
وسنين تاهت في بوتقة الذكريات
فأعذريني حبيبتي ان لم أكن مرآتك
ولكن تأكدي أن طيفك يسامر الحدقات
وأنك تنبضين بداخلي كل وقت وحين
رغم الحواجز رغم بعد المسافات
بقلمي
عصوووم